
فهم لماذا ينقر طفلك على لسانه
فهم لماذا يقرع طفلك لسانه: استكشاف، تواصل وتعلم
تكتشف الأطفال بيئتها من خلال حواسها وتجاربها الفموية: المص، المضغ، التذوق... من بين هذه السلوكيات، يحدث أن بعض الرضع يقرعون بألسنتهم بشكل متكرر أو عفوي. قد يثير هذا فضول أو قلق الآباء، الذين يتساءلون عما إذا كانت هذه الإيماءة طبيعية، وإذا كانت تكشف عن حاجة معينة أو إذا كانت تشير إلى مشكلة كامنة. في هذه المقالة، نساعدكم على فهم الأسباب المحتملة لهذا "كلق كلق" ونتبنى السلوك الصحيح.
1. ما هو "فرقعة اللسان" عند الرضيع؟
يُترجم صوت النقر باللسان (أو "tongue clicking" باللغة الإنجليزية) إلى صوت قصير وجاف، يشبه "صوت نقرة" صغيرة، يتم الحصول عليه عندما يضغط الطفل لسانه ضد الحنك، ثم يفصله بسرعة.
- يلاحظ ذلك أحيانًا منذ الأسابيع الأولى من الحياة، بينما لن يقوم به أطفال آخرون إلا بعد بضعة أشهر.
- يمكن أن تكون هذه الحركة عرضية أو متكررة، مرتبطة أو غير مرتبطة بحركات أخرى للفم (مثل المص، إخراج اللسان...).
علامة تحفيز فموية
الفم هو منطقة استكشاف رئيسية للطفل: يتيح له اكتشاف القوام، والتدرب على المص (للتغذية) ولاحقًا، التلاعب بالأصوات. لذا فإن فرقعة اللسان هي جزء من المحاولات المتعددة للرضيع لفهم جسده وتحسين تنسيقه الفموي.
2. لماذا يصفع الطفل لسانه؟ الأسباب المحتملة
أ) الاستكشاف الحسي والحركي
يمكن أن يكون فرقعة اللسان مجرد لفتة تجريبية. الطفل يختبر قدراته الفموية :
- اكتشاف أصوات جديدة : يمكن أن يؤدي التلاعب باللغة وإنتاج هذا "الطقطقة" إلى إيقاظ فضول طفلك، الذي يراقب ردود فعل من حوله أو يفرح باكتشافاته الصوتية الخاصة.
- تحسين التنسيق الفموي : تساهم هذه العملية في تطوير الفم واللسان والعضلات المعنية في الكلام والتغذية.
ب) التواصل والتعبير
أحيانًا، يكون فرقعة اللسان جزءًا من بداية التواصل :
- جذب الانتباه : يمكن للطفل من ثم طلب تبادل، أو تواصل بصري، أو الإشارة إلى حاجة.
- تقليد الأصوات : إذا سمعك تصدر صوتًا مشابهًا (أصوات القبلات، أو أصوات النقر غير المقصودة...)، قد يحاول الطفل تقليد هذا الصوت.
ج) الإبلاغ عن رغبة أو عدم ارتياح
- الجوع أو العطش : قد يكون النقر باللسان وسيلة، حتى وإن كانت غير واعية، للإشارة إلى الرغبة في الرضاعة أو الشرب، خاصة إذا كان مرتبطًا بحركة مص.
- اللثة الملتهبة : أثناء ظهور الأسنان، قد يبحث الطفل عن تخفيف عن طريق صفع لسانه أو مضغ أشياء أخرى.
د) العادة أو اللعبة
بعض الأطفال يجدون هذا الصوت ممتعًا أو مُرضيًا (فهو يُفاجئ أو يُبسط الكبار)، لذا يكررون الفعل من أجل اللعب أو الحصول على انتباه من حولهم.
3. متى يجب أن نقلق؟
معظم الوقت، فإن نقر اللسان عند الرضيع هو بسيط تمامًا وطبيعي. ومع ذلك، يُوصى بمراقبة بعض العلامات:
- استمرار أعراض أخرى : بكاء لا يهدأ، تهيج، فقدان الشهية، حمى... يمكن أن تشير إلى مشكلة في الأسنان أو الأنف والأذن والحنجرة أو الجهاز الهضمي، مما يتطلب استشارة طبية.
- تأخير في التغذية أو المص : إذا بدا أن الطفل يواجه صعوبة في الرضاعة أو البلع، أو إذا كان تلامس اللسان مصحوبًا بأصوات بلع غير طبيعية، فمن الأفضل استشارة متخصص في الرعاية الصحية.
- آلام أو تهيجات في الفم : إذا لاحظت احمرارًا أو نزيفًا أو آفات، تحدث إلى طبيب الأطفال الخاص بك.
4. ماذا تفعل إذا صفق الطفل لسانه؟
أ) مراقبة وتشجيع
- استقبل هذا الإيماء بهدوء : كن منتبهاً، مبتسماً، وراقب كيف يتفاعل الطفل. هل يسعى لتقليدك أو للتفاعل؟
- تشجيع الاكتشاف الصوتي : من خلال تكرار الأصوات، والغناء، والدردشة معه، تغذي فضوله السمعي وقدرته على التقليد.
ب) التحقق مما إذا كان هناك حاجة خاصة
- اقتراح الثدي أو الزجاجة : إذا كان الطفل يقرع لسانه ويبدو أنه يبحث، فقد يكون ذلك علامة على الجوع أو العطش.
- فحص اللثة : قد تفسر بزوغ الأسنان البحث عن التحفيز الفموي. استخدم حلقة التسنين إذا لزم الأمر.
ج) المراقبة دون تدخل مفرط
- عدم إجبار الطفل على التوقف : هذه الإيماءة جزء من التطور. يجب أن تتوقف أو تقل مع نمو الطفل واكتشافه لأصوات أخرى.
- تجنب ردود الفعل المبالغ فيها : ابق هادئًا؛ رد الفعل المفرط قد يجعل الطفل يعتقد أنه لعبة استفزازية، مما يحفزه على الاستمرار لجذب الانتباه.
5. نصائح لتعزيز التنمية الفموية
- اقتراح ألعاب التسنين : مساعدة الطفل على تدليك لثته، تخفيف الانزعاج، استكشاف فمه.
- تنويع القوامات الغذائية : عند بدء تناول الطعام الصلب، يجب تنويع المهروس، والقطع الذائبة، وما إلى ذلك، لتحفيز المضغ والحركة الفموية.
- التواصل، الغناء، الحديث : تحفيز الاستماع والتقليد، مما يسهل تعلم الأصوات والكلام.
في ملخص
إن صفير طفلك للسانه غالبًا ما يكون جزءًا من عملية استكشاف حسية وحركية. في أغلب الأحيان، يكون هذا السلوك غير ضار، ولكنه قد يشير إلى رغبة (جوع، عطش، حاجة إلى الانتباه) أو ببساطة يعبر عن اللعب والتجريب. ومع ذلك، راقب أي علامات على الانزعاج أو الألم، ولا تتردد في استشارة متخصص إذا كنت تشك في وجود انزعاج معين أو صعوبة في التغذية. في معظم الحالات، ينمو الطفل الذي يصفّر لسانه بشكل جيد، حيث يطور حركته الفموية وإحساسه بالتواصل.
النقاط الرئيسية
- الطقطقة باللسان شائعة وغالبًا ما تكون طبيعية: يستكشف الطفل فمه وينتج أصواتًا جديدة.
- راقب تكرار الحركة وظهور علامات أخرى (التهيج، البكاء، الحمى...).
- شجعوا الاكتشاف السمعي، وقدموا له تحفيزات شفهية أخرى واهتموا براحة تغذيته (الرضاعات، الزجاجات، الأطعمة الصلبة).
- استشر طبيب الأطفال إذا لاحظت أعراضًا غير عادية أو انزعاجًا مستمرًا.
لأي سؤال أو حاجة إلى نصيحة، لا تتردد في الاتصال بخدمة العملاء لدينا. نحن هنا لمساعدتك في فهم وتلبية احتياجات طفلك بأفضل طريقة ممكنة.